مراكش تضم معالم سياحية وتاريخية مهمة |
الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة الماضي كان أحد أكثر الكوارث الطبيعية دموية وخطورة في تاريخ البلاد، ولم تسلم منه مدينة مراكش التي تعتبر عاصمة السياحة والصناعة التقليدية. يمكن أن يكون لهذا الزلزال تأثيرات سلبية على اقتصاد المدينة وحياة سكانها، وفيما يلي بعض الجوانب التي قد تتأثر به:
الجوانب التي قد تتأثر بالزلزال
السياحة:
تعتبر مراكش من أهم المدن المغربية والعربية والعالمية من حيث الجذب السياحي، فهي تضم معالم تاريخية وثقافية وفنية مهمة، كما أنها تقدم خدمات متنوعة للزوار من مختلف الأذواق والمستويات. وفقًا لبيانات مرصد السياحة، استقطبت مراكش نحو نصف النشاط السياحي المحلي.
في عام 2022، وبلغ عدد السياح الوافدين إلى مطار مراكش المنارة في شهر يونيو/حزيران الماضي 265 ألف مسافر.
ومع ذلك، قد يؤدي الزلزال إلى انخفاض في عدد السائحين الذين يزورون المدينة بسبب الخوف من حدوث هزات ارتدادية أو تدهور في الأوضاع الأمنية أو الصحية. كما قد يؤدي إلى تضرر بعض المعالم السياحية والتاريخية التي تشتهر بها المدينة، مثل أسوارها وأبراجها وقصورها وأسواقها. هذا قد يؤثر على جودة التجربة السياحية والجمالية للزائرين، وقد يقلل من جاذبية المدينة كوجهة سياحية.
الصناعة التقليدية:
تشتهر مراكش بالصناعات التقليدية التي تعبر عن هوية المدينة وثقافتها، مثل الخزف والجلود والخشب والمجوهرات والأقمشة. يعتبر هذا القطاع من أهم مصادر دخل سكان المدينة، خصوصًا في المدينة القديمة التي تضم حوالي 120 ألف صانع تقليدي.
كما يشكل هذا القطاع جزءًا أساسيًا من الترويج للسياحة في المدينة، حيث يستقطب السائحين بمنتجاته المتنوعة والفريدة. ومع ذلك، قد يؤثر الزلزال على هذه الصناعات بشكل سلبي، إذ قد يؤدي إلى تدمير بعض المحال والورش التجارية التي تبيع هذه المنتجات، أو إلى تضرر بعض المواد الخام أو الآلات المستخدمة في صناعتها. كما قد يؤدي إلى انخفاض في الطلب على هذه المنتجات بسبب تراجع السياحة أو تقلص القدرة الشرائية للسكان.
البنية التحتية:
تعتمد مراكش على شبكة من الطرق والجسور والمطارات والموانئ والمستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق العامة التي تسهل حركة الناس والبضائع والخدمات. وفقًا لبيانات مديرية الأشغال العامة، تضم مراكش حوالي 2000 كيلومتر من الطرق، منها 600 كيلومتر من الطرق السيارة.
كما تضم مطار مراكش المنارة الذي يعد ثاني أكبر مطار في المغرب من حيث عدد المسافرين. ومع ذلك، قد يؤثر الزلزال على هذه البنية التحتية بشكل سلبي، إذ قد يؤدي إلى انهيار بعض الطرق أو الجسور أو التسبب في حفر أو شقوق فيها.
كما قد يؤدي إلى تضرر بعض المطارات أو الموانئ أو المستشفيات أو المدارس أو غيرها من المرافق، مما قد يعطل عملها أو يقلل من كفاءتها. هذا قد يؤثر على سلاسة التنقل والتجارة والصحة والتعليم في المدينة.
البيئة:
تتمتع مراكش ببيئة طبيعية خلابة، حيث تقع في سهل محاط بجبال الأطلس الكبير والصغير، وتضم حدائق وأشجار ونباتات متنوعة. كما تحظى بمناخ معتدل في معظم فصول السنة، مع درجات حرارة متوسطة تتراوح بين 12 و26 درجة مئوية.
ومع ذلك، قد يؤثر الزلزال على هذه البيئة بشكل سلبي، إذ قد يؤدي إلى انزلاقات أرضية أو انهيارات صخرية أو حرائق غابات نتيجة للاحتكاك أو التشقق في التضاريس. كما قد يؤدي إلى تلوث بعض المصادر المائية أو التربة أو الهواء نتيجة لانسكاب بعض المواد الكيميائية أو النفطية أو الصناعية. هذا قد يؤثر على جودة البيئة والحياة البرية والزراعية في المدينة.
إذًا، يمكن أن يكون لزلزال المغرب تأثيرات سلبية على مدينة مراكش من حيث السياحة والصناعات التقليدية والبنية التحتية والبيئة.
إصلاح آثار الزلزال
إصلاح آثار الزلزال هو عملية معقدة وطويلة تتطلب جهودا مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية. يهدف إصلاح آثار الزلزال إلى استعادة الحياة الطبيعية للمناطق المتضررة وتقديم المساعدة الإنسانية والنفسية للضحايا والناجين. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لإصلاح آثار الزلزال هي:
- إجراء تقييم شامل لحجم الأضرار والخسائر التي نجمت عن الزلزال، وتحديد الاحتياجات والأولويات للتدخلات العاجلة والمتوسطة والطويلة الأجل.
- توفير المأوى والغذاء والماء والرعاية الصحية للمتضررين، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة أو دائمة حسب الحالة.
- إصلاح البنية التحتية التي تضررت جراء الزلزال، مثل الطرق والجسور والمرافق العامة، وذلك لتأمين حياة الناس وتسهيل عمليات الإغاثة والإنقاذ.
- إعادة بناء أو ترميم المباني التي انهارت أو تضررت بسبب الزلزال، مع مراعاة معايير السلامة والجودة والمواد المقاومة للهزات، وضمان حق المتضررين في التعويض أو المساهمة في عملية الإعادة.
- تقديم المساندة النفسية والاجتماعية للضحايا والناجين من الزلزال، خصوصا من تعرضوا لفقدان أفراد من عائلاتهم أو ممتلكاتهم أو سبل عيشهم وإشراكهم في عملية التعافي والإصلاح.
- تعزيز قدرات المجتمعات المحلية على التكيف مع مخاطر الزلازل المستقبلية، من خلال رفع مستوى الوعي والتثقيف حول كيفية التصرف قبل وأثناء وبعد حدوث زلزال، وإنشاء خطط طوارئ وآليات تحذير مبكر.
- تطوير استراتيجيات شاملة لإدارة مخاطر الكوارث، تشمل التخطيط والتنظيم والتنسيق بين جميع المؤسسات المعنية على المستوى المحلي والإقليمي والوطني، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات الدولية.